كتب رياض حجازي
هل تعرفون المجاهدين الذين حاربوا التماسيح ؟
هل تعرفون جيش النمل المجاهد في سبيل الله ؟
هل تعرفون جيش النساء القنابل ؟ !! تعالوا نتعرف عليهم :
.
ضرب الشعب_الاندونيسي المثل الأكبر في الجهاد والتضحية لتخليص وطنه من الإحتلال الهولندي ثم الياباني ثم الانجليزي ويقول الشيخ على الطنطاوي في رحلته لاندونيسيا أنه رأي من الانجليز رمزا للخيانة ومخالفة الوعود وأن الفرد الانجليزي قد يكون ممن يوفي بوعده في بلاده فقط أما مع الامم الأخرى فلم يعهد للانجليزي وفاء بوعد إلا وعدا واحد صدق فيه الانجليز وهو وعد بلفور المشئوم ولقد صنع الاندونيسيون العجائب .
لقد عملوا ما لم يسمع بمثله إلا من المجاهدين الأولين من المسلمين .
قاتل الرجال جميعا حتى الشيوخ والمرضى .
قاتل الاطفال والف منهم فرق سميت جيش النمل .
وقاتل النساء .
تقولون وماذا يصنع الأطفال في الجهاد ؟
لقد جمع الاطفال الحصى والحجارة وقطع الحديد ، ثم هجموا على الدبابات وهي تسير وتطلق النار ، فوضعوا ذلك خلال سلاسلها وآلاتها ليمنعوا سيرها وتتعطل . وخربوا الطرق وأفسدوها ومات منهم الآلاف فما فزع من الموت منهم طفل ولا اخافت وسائل العدو أطفال أندونيسيا وما هزت شعرة من راس طفل أندونيسي من رؤيته للجندي الهولندي والياباني والإنجليزي وهم بكامل اسلحتهم .
أما النساء في أندونيسيا فإني أحني رأسي الذي ما انحنى قط إكبارا إلا لنساء أندونيسيا .
إني لا استطيع أن أذكر لكم ما صنعن دون أن يثب قلبي إلى حلقي حتى يسيل دموعا حرى من عيني .
كانت القنابل التي في أيدي المجاهدين صغيرة لا تدمر الدبابة فكانت الفتاة الاندونيسية التي تشبه الوردة اليانعة تأخذ عددا من هذه القنابل فتربطه حول جسدها ثم تودع أمها وأباها وأهلها ثم تلقي بنفسها على الأرض أمام الدبابة فتنفجر القنابل فتطير هي والدبابة فإن لم تموت الفتاة بهذه الطريقة الشريفة كانت ستموت بعد أن تغتصب من الانجليز ثم تقتل أو تأخذ لتجارة الرقيق والخدمة في بيوت ومزارع الانجليز .
وترك العلماء كتبهم ومدارسهم ومشوا على رؤوس المجاهدين وكان منهم ابطال كبار .
وحسبكم ان تعرفوا المجاهد سوديرمان القائد العام لكل قوات المجاهدين أنه مرة قد مرض وأجريت له عملية بترت فيها إحدى رئتيه وحمل بعدها مريضا ليس إلى بيته يستريح بل إلى ساحة الجهاد ليعاود القتال ولا عزاء لمن يسموهم علماء اليوم مما يحدث في سوريا وفلسطين كمثال .
ومن البطولات التي تحير العقول أن حوصرت فرقة من المجاهدين وانقطعت عنها النجدات ولم يكن بينها وبين مركز الجهاد من سبيل سوى الخوض في نهر به تماسيح مفترسة فتطوع قوم منهم ليلقوا بأنفسهم يقاتلوا التماسيح في وسط النهر فيقتلوا عدد من التماسيح ويقتل التماسيح الجميع ، وبينما تنشغل التماسيح بحربها مع المجاهدين كان يمر غيرهم من الأبطال ليأتوا لهم بالنجدة وقد نجحوا بالفعل .
الأشرف من ذلك هو ان الفتاة الأندونيسية لم تعد تقبل المهر بالمال بل كان مهر البنات رأس انجليزي محتل أو اثنين أو ثلاثة ومنهم من كانت تشترط أن يكون مهرها رأس الضابط فلان وتسميه وغالبا يكون من كبار القادة حتى أن جندي العدو عندما يكون في أحد الشوارع وهو بدون سلاحه ويرى إحدى نساء المسلمين تمشي في الطريق كان يفزع ويفر على عقبيه كالشيطان وهو يهزي ويقول قنبلة قنبلة خوفا ورعبا من الأخت الأندونيسية أن تنفجر فيه بحزام القنابل .
هذه هي الفتاة وليس فتاة اليوم التي سخرت من صاحبتها لأنها اشترطت أن يكون مهرها حفظ القرآن كله.
فيا أيها الإخوان الأندونيسيون إخواننا في الكعبة والقرآن وفي ” الله أكبر ” هذه يدي عن العرب تصافحكم وانها لشمال صافحت يمينها .
وها هي رأسي آنا تنحني لكل طفل وامراة ورجل من المجاهدين الشرفاء وما أرى رأسي تنحني إلا لبعض مني .
حياكم الله وجعل لقياكم في الفردوس الأعلى ….
المصدر
كتاب صور من الشرق في إندونيسيا – تأليف الشيخ على الطنطاوي- بتصرف .